
كيف يحوّل نمط العاشق التجربة من عادية إلى استثنائية؟
هل تساءلت يومًا لماذا يبدو صندوق شوكولاتة فاخر خيارًا مناسبًا كهدية لزيارة صديق، بينما تبدو نفس الهدية من متجر صغير في الحي أقل قبولًا؟
قد تخطر ببالك أسباب متعددة، ولكن من منظور تسويقي الإجابة هي: أن الفرق يكمن في العلامة التجارية. فالعلامة التجارية الفاخرة على الأغلب لم تَبِعْكَ مجرد منتج، بل باعتك إحساسًا بالفخامة والرقي، جعلت من صندوق الشوكولاتة وسيلة لإيصال مشاعر التقدير والمحبة.
وعلى الأغلب أيضًا فإن هذه العلامة تبنت نمط “العاشق” (The Lover Archetype)، النمط الذي لا يكتفي بإقناع الجمهور بالجوانب العملية للمنتج، بل يتجاوز ذلك ليخلق ارتباطًا عاطفيًا يدفع المستهلكين للشعور بالتقدير والتميز بمجرد امتلاكه.
وفي هذا المقال، نستكشف تفاصيل نمط العاشق، وكيف يمكن أن يصبح مفتاحًا أساسيًا لعلامتك التجارية لبناء روابط عاطفية قوية مع جمهورها.
ما هو نمط العاشق (The Lover Archetype)؟
“العاشق” هو أحد الأنماط الاثني عشر المستوحاة من نظرية كارل يونغ اللاوعي الجمعي، وهو النمط الوحيد الذي يعبر عن حب الذات، وحب الآخرين، وحب الحياة، ويسعى دومًا لبناء علاقات عميقة، والاستمتاع بتجارب الحياة المختلفة.
يتمحور هذا النمط حول الاحتفاء بالمشاعر والأحاسيس والجمال وخلق تجارب لا تُنسى. شعاره: “الجمال في التفاصيل”، تدفعه الرغبة في الحب والتقدير، والإحساس بالجمال، وترعبه فكرة الرفض والوحدة والشعور بعدم الأهمية.
شعاره: الجمال يكمن في التفاصيل | |||
الغاية الأسمى | الدافع الجوهري | أبرز المخاوف | أبرز الرغبات |
بناء روابط عاطفية قوية | الشعور بالحب والتقدير | الرفض أو الشعور بعدم الأهمية | القدرة على التأثير العاطفي وإلهام الآخرين |
ما الذي يجعل العلامات التجارية تتبناه؟
يتميز نمط العاشق بقدرته الاستثنائية على تحفيز المشاعر وتحويل التجارب العادية إلى أخرى استثنائية، تجعل من الخدمة أو المنتج -مثل صندوق شكولاتة- أداة مناسبة تعبر عن الحب والرفاهية والتقدير. وهذا بالذات ما تسعى إليه العلامات التجارية التي تتبناه، فهي علامات تبيع الإحساس لا المنتج.
من أشهر العلامات التي تتبع نمط العاشق هي Hallmark المختصة ببيع بطاقات الإهداء، حيث ساعدها هذا النمط في بناء علامة تجارية تحفّز العاطفة، وتذكّر الناس بقيمة التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسائل المكتوبة.
هل هذا النمط ملائم لكل العلامات التجارية؟
يعتمد هذا النمط على المجال والجمهور الذي ترغب في استهدافه فهما المتحكم الأول فيه. فلو قلنا على سبيل المثال أن شركة Apple قررت أن تغير نمطها من نمط المبتكر إلى نمط العاشق، فهذا التحول يعني تغيير رسالتها ونبرتها وبالتالي جمهورها، على الرغم من أن المنتجات هي نفسها لم تتغير.
تخيل معي إعلانًا لإصدار جديد لجهاز iPhone استبدلت فيه مشاهد السرعة وقوة الأداء، بمشهد درامي مليء باللحظات العاطفية: (أم توثق أولى خطوات طفلها، عاشقان يتشاركان صورة في لحظة غروب)، الموسيقى حالمة، والصور دافئة، تركز على الألوان وجمال التصميم والتفاصيل الحسية.
هل تظن أن التقنيين ورواد الأعمال الباحثين عن الكفاءة سيكونون مهتمين بالمنتج؟ أم أنه سيجذب جمهورًا آخر يرى أن التقنية أداة لعيش أجمل اللحظات وتوثيقها، وليست مجرد أداة إنتاجية. لذا نجد هذا النمط عادة في المجالات التي تعتمد على التجارب الحسية في التسويق لمنتجاتها، مثل:
– الموضة والأزياء
– العطور ومستحضرات التجميل
– الضيافة والفنادق الراقية
– الشوكولاتة والحلويات الفاخرة
– المجوهرات والساعات الأنيقة
إذًا كيف تبدو سمات جمهور العاشق؟
– يُقدرون العلاقات العاطفية والارتباط الشخصي.
– يبحثون عن الجودة والتميز في تجاربهم.
– يرغبون في الانغماس في لحظات استثنائية لا تُنسى.
علامات تجارية تبنت نمط العاشق بنجاح
– داماس
يمكن أن ترى نمط العاشق في تفاصيل رؤيتها ورسالتها، إلى الحملات الإعلانية التي تحتفل بالحب والجمال وصنع الذكريات.
– شانيل
تركز على اللغة البصرية لتبرز الجمال في أبهى صوره، من خلال حملاتها الإعلانية التي تتميز بالأناقة وتجعل الجمهور يشعر بالفخامة مع كل منتج.
ماذا عنك؟ هل تظن أن هذا النمط مناسب لعلامتك التجارية؟
دعنا نساعدك على اكتشاف نمط الشخصية الأنسب لعلامتك التجارية، وصياغة استراتيجية متكاملة تُبرزها في سوق مزدحم، وتضمن لك حضورًا مميزًا يعكس هويتك ويعزز ارتباط جمهورك بعلامتك.
أعجبتك المقالة؟ اقرأ نمط البطل: هل هو المفتاح لتواصل أعمق مع جمهورك؟