
نمط المرح: من عميل ضاحك إلى عميل دائم
في مطلع القرن العشرين ظهر مفهوم الأنماط الشخصية المتكررة في اللاوعي الجمعي للبشر، وهو مفهوم قائم على فكرة أن شخصية الإنسان -أي إنسان- بغض النظر عن لغته، وثقافته، وزمنه، تتبع أنماطًا ثابتة يمكن للآخرين التعرف عليها والشعور بالألفة تجاهها.
وفي العصر الحديث ألهمت هذه الفكرة العلامات التجارية، فأصبحت تتبنى هذه الأنماط لصياغة هويتها بأسلوب إنساني أقرب إلى الجمهور.
ومن بين هذه الأنماط نمط المرح (The Jester Brand Archetype) النمط الذي يرى في كل جانب من جوانب الحياة فرصة للضحك والاستمتاع.
نمط المرح (The Jester Brand Archetype)
نمط المرح هو واحد من اثني عشر نمطًا وضعها عالم النفس كارل يونغ، وهي أنماط تساعد على فهم الشخصيات الإنسانية وكيفية تفاعلها مع العالم. يتمحور هذا النمط بالذات حول الضحك والمتعة والبساطة. شعارها: “الحياة أجمل مع الضحك”، شخصية جذابة تدفعها الرغبة في نشر السعادة والمرح والإيجابية، وترعبها فكرة الوحدة والسلبية والملل.
كيف تبدو العلامة التجارية ذات النمط المرح
عندما تتبنى علامة تجارية نمط المرح فإنها تعتمد على صبغ أسلوبها بطابع إنسانيّ مبتهج، يوصل رسائلها للجمهور بالمحتوى المضحك والتفاعل العفوي، فالهدف تقديم تجربة تجعل العلامة التجارية قريبة للقلب وسهلة التذكر. ويمكن أن نقول أن أبرز ما يميز هذا النمط هو:
- استخدام الأسلوب المرح في التسويق والتواصل مع الجمهور وحتى في التعامل مع الأزمات.
- كسر القواعد التقليدية والاعتماد على المفاجآت.
- العفوية والبساطة وعدم التكلف.
ماذا تكتسب العلامة التجارية مع نمط المرح
يعد نمط المرح استراتيجية تسويقية قوية للتواصل مع العميل. ومن خلال تبني هذا النمط يمكن للعلامة أن:
تجذب الانتباه بسرعة
يتميز محتوى نمط المرح بأنه غالبًا ما يكون عفويًّا ومألوفًا (Relatable)؛ فهو مأخوذ من ثقافة الجمهور وعاداته والتحديات اليومية التي تواجهه؛ ولذلك من السهل أن يجذب انتباهه.
تخلق علاقة وطيدة مع العملاء
يعد الضحك من الممارسات الإنسانية التي تساعد على خلق العلاقات وتوطيدها ونشر إحساس الانتماء؛ لذلك نجد أن كثيرًا من جمهور هذا النمط يشعر بالولاء والانتماء للعلامة.
تزيد تفاعل الجمهور مع العلامة
المحتوى المضحك غالبًا ما يكون أكثر مشاركةً وانتشارًا، مما يساعد العلامة التجارية على الوصول إلى جمهور أوسع دون الحاجة إلى ميزانية ضخمة للإعلانات.
أبرز سمات جمهور المرح
- يبحث عن المتعة ويكره الجدية المبالغ فيها.
- ذكي وسريع البديهة يستمتع بالنكات والتلميحات الساخرة.
- ينجذب إلى المحتوى غير التقليدي، والردود الكوميدية من العلامات التجارية.
- يحب العفوية والعروض الإبداعية بدلًا من الرسائل الترويجية المباشرة.
- يتفاعل مع المحتوى القابل للمشاركة مثل النكت، والميمز، والفيديوهات الطريفة، ويميل إلى مشاركتها مع أصدقائه.
هل يعني أن هذا النمط غير جاد؟
اعتماد العلامة التجارية على الفكاهة لا يعني بالضرورة أنها سطحية أو غير جادة، بل يعني أنها تتعامل مع القضايا المهمة بأسلوب مرح مرتبط برسالة العلامة التجارية، ويجعل تجربة العميل ممتعة دون التقليل من أهمية مشاكل العميل أو المنتج أو الخدمة.
على سبيل المثال، منصة كامبلي التعليمية لتعليم اللغة الإنجليزية، تتبنى نمط الكوميدي في تواصلها مع جمهورها وتوضح أهمية تعلم اللغة الإنجليزية بأسلوب عفوي ظريف دون الاستهانة بأهمية تعلم اللغة ودورها في حياة الأشخاص.
ومع ذلك إلا أن هذا النمط ليس مناسبًا لكل المجالات خاصة تلك التي يكون جمهورها من الفئة العمرية الكبيرة أو التي تتعلق بمسائل غير قابلة للمزاح، مثل:
- القطاع المصرفي والخدمات المالية.
- الرعاية الصحية والمستشفيات.
- المحاماة والاستشارات القانونية.
علامات تجارية تبنت نمط المرح في استراتيجيتها
من العلامات المحلية التي تبنت نمط المزاح كنمط مسيطر على شخصية علامتها التجارية بطريقة مناسبة للثقافة السعودية.
إعلاناتها قائمة بالكامل على شخصيات مرحة ومواقف كوميدية بين حبات الشوكولاتة نفسها، مما يجعل العلامة خفيفة الظل وقريبة من الجمهور.
أخيرًا نمط المرح ما هو إلا أداة واحدة لصنع علامة تجارية مؤثرة، لكن كما هو الحال مع أي استراتيجية فالنجاح يكمن في التطبيق الصحيح، فما ينجح لعلامة قد لا يكون مناسبًا لأخرى.
فإذا كنت ترغب في بناء هوية مؤثرة لعلامتك التجارية تواصل معنا اليوم ودعنا نساعدك في اختيار النمط المناسب وصياغة استراتيجية تسويقية تعكس شخصية علامتك وتصل بجمهورك إلى أقصى درجات التفاعل.
أعجبتك المقالة؟ اقرأ كيف يحوّل نمط العاشق التجربة من عادية إلى استثنائية؟