نمط الإنسان العادي: كيف تبني علامة تجارية قريبة من جمهورك؟
نمط الإنسان العادي (The Everyman Archetype) هو واحد من الأنماط الاثني عشر لشخصية العلامة التجارية المستوحاة من نظرية اللاوعي الجمعي لعالم النفس كارل يونغ. يساعد كل نمط من هذه الأنماط العلامات التجارية على بناء هوية متسقة مع جمهورها تعكس قيمها وتوجه رسائلها بعمق إنساني.
يتميز هذا النمط بالألفة والبساطة، ويجسد شخصية الإنسان العادي الذين نقابله يوميًّا في تصرفاته وأسلوبه، وتحدياته اليومية البسيطة والمألوفة، بنبرة طبيعية تبدو للوهلة الأولى أنها لا تحاول أن تبيع شيئًا -على أنه نمط بياع بالدرجة الأولى-.
فما هي سمات هذا النمط؟ وما الفوائد التي تجنيها العلامات التجارية من تبنّيه؟ هذا ما سنناقشه في السطور التالية.
نمط شخصية الإنسان العادي (The Everyman Archetype)
هي أشهر الشخصيات النمطية المتعارف عليها في نظرية اللاوعي الجمعي البشري لعالم النفس كارل يونغ، ويعرف أيضًا بنمط «الشخص الصالح». يمثل هذا النمط القيم الأساسية عند الإنسان مثل الانتماء والمساواة والتواصل والتقبل وغيرها.
يتسم هذا النمط بالتواضع والبساطة والمصداقية، شعاره «نحن هنا من أجلك»، نمط ودّي مدفوع بالرغبة في نشر شعور الانتماء والتقبل، متجنب لشعور العزلة والرفض.
ماذا يعني أن تتبنى العلامة التجارية نمط الإنسان العادي؟
تعمل جميع الأنماط كبوصلة للعلامة التجارية توجهها للجمهور الصحيح، كما أنها تساعد على رسم استراتيجية شاملة متكاملة الأركان. مثل تصميم تجربة المستخدم في الموقع أو المتجر، إلى الحملات الإعلانية، وحتى سياسات التَّسعير والمؤثرين المناسبين للعلامة الذين يتسقون مع رسالتها وغيرها.
وتعد سلسلة متاجر إيكيا (Ikea) من أشهر العلامات التجارية التي تتبنى نمط الإنسان العادي. فمن لحظة دخولك للمتجر يمكن أن ترى مدى اتساق العلامة مع هذا النمط في طريقة عرض المنتجات وتقديم الخدمات، الأمر الذي ساعدها على التموضع الصحيح في أن تكون شريكًا اعتياديًّا للإنسان العادي في تجهيز مساحته في جميع دول العالم، بغض النظر عن مدى اختلاف ثقافاتهم أو متوسط الدخل في كل بلد.
إذن ماذا تكسب العلامة التجارية من تبني نمط الإنسان العادي
- ولاء أكبر
عادة ما تكون علاقة المستهلك مع العلامات التجارية علاقة تبادلية -يدفع العميل مبلغًا ويتلقى خدمة أو منتجًا في المقابل-، وتستمر هذه العلاقة ما دام العميل راضيًا عن الخدمة أو المنتج المقدم. ومع ذلك تجد في بعض الأحيان أن العلاقة تتجاوز كونها علاقة تبادلية إلى علاقة تتسم بالثقة والألفة لسبب غير معروف، فقد تثق بها إلى درجة أنك لا تشكك في أسعارها، وجودة منتجاتها، ولا تقارنها بالمنافسين.
ويرجع هذا السبب إلى شخصية العلامة التجارية التي تراها في عقلك اللاواعي. فالهدف من تبني هذه الأنماط هو صبغ العلامة بصورة الإنسان الحقيقي، حتى يشعر العميل بالألفة تجاه النشاط التجاري الذي يخاطبه بلغة مشتركة، بدلاً من كيان يحاول بيعه منتجات والتكسب منه.
- جهود مركّزة
لا يأتي النجاح بين يوم وليلة، بل هو ثمرة جهود مستمرة ومركزة على هدف واحد ورسالة واحدة لجمهور واحد. ومن أهم مميزات تبني أنماط العلامات هو توحيد الجهود مهما طال الزمن أو تغيرت تركيبة الفريق، فالخطة مرسومة والصوت واضح.
- تميز عن المنافسين
لو ذهبت إلى أي بلد عربي أو أجنبي وسألت شخصًا من الفئة الشابة متوسطة الدخل، أعزبًا كان أو بعائلة صغيرة، عن محل لبيع الأثاث بأسعار معقولة وجودة عالية، فمن المحتمل أنه سيذكر ايكيا (Ikea) ضمن الخيارات الأولى المطروحة. فتبَنِّي النمط أساس متين تبنى به الاستراتيجية الصحيحة التي تساعد على التموضع الصحيح في أي سوق.
من هو جمهور نمط الإنسان العادي (The Everyman Archetype)؟
من أهم ما يميز جمهور نمط الإنسان العادي هو اتساع شريحتهم وتعدد فئاتهم العمرية، فهو نمط يمثل الحياة المعتادة ويحاكي الرغبات الأساسية التي تزيد وتنقص مع كل مرحلة عمرية -لكنها دائما موجودة-، مثل رغبة الانتماء فهي حاجة متأصلة في تكوين الإنسان لكن قد تزيد أو تنقص مع كل مرحلة. لذلك نجد أن مجالات العلامات التجارية المناسبة له واسعة وتشمل:
- المواد الاستهلاكية (الأطعمة، المشروبات، الملابس)
- المطاعم السريعة
- الخدمات السريعة (توصيل، تنظيف، سباكة)
- السيارات
أشهر العلامات التجارية السعودية بنمط الإنسان العادي
لو طلبت رأي شخص عادي عن أرخص الأسواق المركزية (Super Markets) لا شك أن أسواق العثيم ستكون إحدى الخيارات. وسبب ذلك هو استراتيجيتها المتبعة التي جعلت المستهلك لا يبحث عن بديل آخر بسبب ثقته التامة وولائه للعلامة التي تتبع نمط شخصية الإنسان العادي.
هي من الشركات التي أثبتت نفسها في السوق السعودي وتتبع نمط الإنسان العادي بسبب طبيعة منتجاتها المقدمة، ويمكنك أن ترى هذا النمط في طريقة تواصلها مع جمهورها ورسائلها فهذا مثال لأحد منشوراتها على برامج التواصل الاجتماعي:
«مع بداية الاختبارات، اجتهد اليوم وتفرح بالنتيجة غدًا فالتعب مؤقت والنجاح يدوم». منشور لا يبيع أي شيء، لكنه يوصل رسالة للجمهور مفادها أننا معًا في كل شيء حتى الاختبارات.
أخيرًا، نمط الإنسان العادي مكون أساسي لاستراتيجية العلامات التجارية التي ترسم صورتها وتحدد مكانتها عند الجمهور، وتساعدها على النمو. فإذا كنت ترغب في بناء استراتيجية متينة لعلامتك التجارية، تواصل معنا اليوم ودعنا نساعدك في اختيار النمط المناسب وصياغة استراتيجية تسويقية تعكس شخصية علامتك وتساعدك على النمو.